سكريبت مقالب وعبر (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت مقالب وعبر (كامل) بقلم حور حمدان

سكريبت مقالب وعبر (كامل) بقلم حور حمدان

ما كانش في بالي إن يوم عادي ممكن يهدّ دنيا كاملة.

كنت قاعدة في أوضتنا، عادية جدًا، لحد ما وصلني منه مسدج ومعاه صورة.

فتحتها وأنا متعودة إن محمد بيبعتلي صور من شغله أو حاجة عابرة، بس المرة دي قلبي اتقبض من أول ثانية.


الصورة كانت لبوكيه ورد أحمر، مكتوب عليه "ملكتي صارت ملكي"،

وفستان أبيض، وإيده ماسكة إيد واحدة غيري…

وفي نفس اللحظة وصلت الرسالة:


"حبيبتي دي الصورة اللي الفوتوغرافي حاول يخلصها دلوقتي، الباقي بعد كم يوم إن شاء الله.."


عدت ثواني وأنا مش فاهمة.

مين دي؟ وليه بيقولها حبيبتي؟ وليه الصورة بالشكل ده؟

كأن الدنيا وقفت، قلبي دق بسرعة وأنا برد عليه:


اي دا معلش؟؟؟؟ اي دا يا محمد؟!!!!

مين دييي واي داا!!!


رد بعد دقيقة، ومسج واحدة كانت كفيلة تهدّني:


"ولو إني بعتلك الصورة بالغلط، بس دي حب عمري وهتجوزها قريب، اعملي حسابك يعني، بقولك من باب العلم مش باخد رأيك أبدًا."


فضلت أبص في الموبايل ومش مصدقة.

ده جوزي، اللي عايش معايا تحت سقف واحد!

اللي كنت بحبه وبدعيله في كل صلاة!

إزاي بيقول "حب عمري" على غيري وأنا مراته؟

الكلمة دي كسرتني، حسّيت كأن كل تفاصيل حياتي اتسحبت فجأة.

البيت اللي كنت بشوفه أمان بقى سجن،

وصوته اللي كنت بستناه، بقى وجع في وداني.

إزاي قدر؟ وإزاي بقى في قلبه كلام بالشكل ده وأنا لسه هنا؟

فضلت قاعدة مكاني، الموبايل واقع جنبي، وأنا عيني مش قادرة تشوف حاجة من كتر الدموع.

الدماغ مش راضية تستوعب، كل حاجة حواليّا بقت ضباب.

كل كلمة قالها بتلف في وداني زي سكينة.

"حب عمري وهتجوزها قريب"

الكلمة دي بالذات كانت نهايتي.


قمت بالعافية، دخلت الحمّام وغسلت وشي، يمكن أفوق، يمكن أرجع أصدق إن دا كابوس.

بس لأ، الحقيقة كانت أوحش من الكابوس نفسه.

رجعت الأوضة، لقيت نفسي ببص على صورنا القديمة…

أنا وهو، ضحكتنا، سفرنا، حتى أول يوم جابلي فيه ورد.

كان بيقولي: "طول ما أنا في حياتك، محدش يقدر يكسرك."

وانا صدقته… صدقت كل حرف.


الليل دخل، وهو لسه برا البيت.

ولأول مرة، ما استنيتوش، ما سألتش، ما خفتش عليه.

خفت على نفسي منه.

قلبي كان بيصرخ وأنا ساكتة.

كل ثانية بتعدّي كانت بتأكدلي إن اللي بينّا خلاص مات.


سمعت صوت المفتاح في الباب، قلبي وقع.

دخل عادي جدًا، كأنه ما عملش حاجة.

رميت الموبايل على السرير وقلتله بصوت ميت:

"محمد، الصورة اللي بعتها دي، كنت قاصد؟"


بصلي بثبات وقال بكل برود:

"أيوه قاصد، وقلتلك خلاص، اعتبري اللي بينا انتهى."


في اللحظة دي، كل اللي جوايا وقع.

ولا صرخت، ولا عيطت…

بس حسّيت بحاجة بتنطفي جوا قلبي، حاجة كانت اسماها "حب".


لفيت وراه وقلتله بهدوء غريب عليّا:

"ماشي يا محمد، اللي بينا انتهى فعلاً، مش بالكلام… بالفعل."

ودخلت الأوضة، قفلت الباب، وبكيت…

بس المرة دي مش عليه، بكيت على نفسي اللي اتهانت باسم الحب.

قعدت على الأرض، ظهري في الحيطة، ودموعي نازلة من غير صوت.

حاولت أتنفّس، بس كل نفس كان وجع، كل ذكرى كانت خنجر.

وبين كل شهقة وتانية، كنت بسأل نفسي:

"هو إزاي؟ إزاي قدر يعمل كده؟"


بعد شوية، سمعت صوته في الصالة، بيكلم حد في التليفون وبيضحك.

الضحكة دي كانت زي نار، بتولع في كل وجعي.

قمت، مسحت دموعي، وخرجت.

قلتله وأنا باينة إني خلاص فقدت الإحساس:

"بتضحك مع مين يا محمد؟"


بصلي ببرود، وقال:

"مع صحابي يا ستي، ولا هتعمليلي تحقيق كمان؟"

قلتله:

"تحقيق؟ لا، خلاص، ما بقيش في بينّا حاجة أحقق فيها."


قرب مني وهو رافع حاجبه وقال:

"هوه إيه يا بت؟ هتعملي دراما بقى؟ دا كله على صورة؟"

سكت ثواني، وبعدين كمل:

"وبعدين على فكرة، كنت بهزر… مقلب يعني."


بصيتله بذهول:

"مقلب؟! يعني انت كل دا كنت بتضحك؟"

قال وهو بيتفلسف:

"أيوه، كنت عايز أشوف هتغيري ولا لأ، ما انتي طول الوقت هادية كده."


الهدوء اللي جوايا اتقلب لعاصفة.

قربت منه بخطوات بطيئة، مسكت الكوباية اللي على الترابيزة، ورميتها ناحية الحيطة.

اتكسرت وبقى في شظايا في كل حتة.

قلتله وأنا ببصله نظرة جمدت الدم في عروقه:

"مقلب؟ طب استنى شوف بقيت المقلب الحقيقي."


مسكت الطاسة اللي كانت في المطبخ – فيها شربة سخنة لسه – ورجعت بيها.

هو واقف مستغرب بيضحك وقال:

"إيه دا؟ هتطبخيلي بعد اللي حصل؟"

قلتله بابتسامة شيطانية:

"أيوه يا حبيبي، هطبخلك مقلب العمر."


ورجعت كبيت الشوربة عليه!

صرخ، وأنا قعدت أضحك ضحك هستيري.

قاللي وهو بيجري على الحمّام:

"انتي مجنونة!! دي سخنة!"

قلتله وأنا بمسح دموعي من كتر الضحك:

"أيوه يا حبيبي، مجنونة بيك… ولاّ كنت فاكر نفسك متجوز عاقلة؟"


خرج من الحمّام وشكله عامل زي الكارثة،

قاللي وهو بيزعق:

"هوه دا أسلوبك؟ دي كانت هزار!"

قلتله وأنا شايلة تليفوني بصور:

"وانا كمان كنت بهزر، هنزّل الفيديو بعنوان (لما مراتك تكتشف إنك بتعمل فيها مقلب)… تتوقّع الريتش كام؟"


سكت، بصلي بخوف، وأنا قربت منه وقلتله بنبرة هادية جدًا:

"المرة الجاية يا محمد، المقلب مش هيكون بالشوربة هيكون بالسكـينة 


#تمتت

#مقالب_وعبر

#حكاوي_كاتبة

#حور_حمدان

تمت

تعليقات